أنا فعلا لما بتوقع حاجة سيئة بتحصل!!
من الحاجات المميزة للقلق والناس اللي بتفكر كتير وتشيل هم حاجة جاية (أو مش جاية) إن الواحد بيتوقع إن فيه حاجة وحشة هتحصل وإنه مش هيقدر يتعامل معاها.. ولو ركزنا شوية هنلاقي إن فعلا الحاجة الوحشة دي ممكن تحصل زي ما توقعها بالظبط! طب ليه ده بيحصل؟! وبعد كدة يخش في دايرة مفرغة من بتاعت (مش قلتلك.. أنا كنت عارف.. واهو حصل .. وهيتكرر)
خلينا نشرح مثال:
لو انا عندي presentation بكرة مثلا .. هقف قدام ناس هشرحلهم حاجة ..
وعمالة بقول انفسي كدة:
أنا هرتبك وانا بتكلم
صوتي هيبقى مهزوز وهقعد اترعش واعرق
هيحسوا إني مش واثقة في نفسي
مش هيفهموا مني حاجة ومش هيعجبهم شغلي
هيهاجموني ومش هعرف أرد
الكمبيوتر اللي شغالة عليه هتحصل فيه مشكلة ومش هعرف اتصرف
هخسر كل حاجة لو مانجحتش بكرة
وبعدين ييجي يوم ال presentstion ويحصل بالظبط زي ما توقعت!! طب ماهو.. اللي كنت قلقان وخايف منه حصل! يبقى أنا خوفي كان في محله!
طب واحدة واحدة.. عارفين إيه اللي حصل؟! حاجة اسمها بالانجليزي self-fulfilling prophecy وبالعربي نبوءة ذاتية التحقيق .. ما علينا من الأسم.
بالبلدي يعني .. انت تخيلت صورة أو سيناريو معين ونفذته بالنص.. قلت انك هتبقى مرتبك وبتترعش .. فمخك خد الأوردر ونفذه.. فبقيت بتتصرف بناءا على الداتا اللي انت اديتها لمخك.. من كتر ما انت مركز على طريقة كلامك وازاي انت مرتبك وخايف وانك مش عارف تتصرف وترد على اللي بيسألك ففعلا احتست.. لأنك مجهز مخك بالمشكلة بس مش بالحل.. ففعلا احتسك وعكيت.. وفعلا عملت وحش واتهاجمت وكمان عشان ربكتك دي بوظت كمان الكمبيوتر اللي انت شغال عليه.. وكمان ما عرفتش تتصرف ازاي..
انت كدة نفذت بالظبط المخطط بتاعك.. والنتيجة اللي توقعتها.. فمخك يثبتلك إن فعلا اللي توقعته حصل.. فبيقوي عندك فكرة القلق زيادة عشان يحميك.. ولكن في الحقيقة مرة على مرة القلق بيزيد واللغبطة بتكتر والمشكلة تخرج عن السيطرة!
هي دي النبوءة ذاتية التحقيق.. تنبأتها وحققتها بذات نفسك!
طب تخرجي من الأزمة دي ازاي؟ّ!
قبل الحدث اللي قالقك وموترك ده تقعد في هدوء تتخيل باستفاضة الزاي انت دخلت على الناس وانت مبتسم ورافع راسك وفارد ضهرك وصوتك واضح وكلامك مترابط وبيطلع بسلاسة وبترد على الأسئلة والناس مركزة ومهتمة ومبسوطة.. وكل حاجة مشيت بسهولة وسلاسة.. وكمان الناس شكرتك وحيتك بعد ال presentation .. فلما تيجي بقى ليوم ال presentation مخك يشتغل حسب الأوردر أو الصورة الجديدة ويدي أوامر لجسمك إنه ينفذ السيناريو ده.
نبوءة ذاتية التحقيق برضو.. بس إيجابية .. وبتكسر دايرة خوفك الغير مبرر ده .
2- الخطة البديلة Plan B :
ودي للناس الناصحة بس.. إنك تشوف بشكل منطقي حل لكل مشكلة ممكن تقابلك ونحطلها حلول منطقية بديلة.. يعني مثلا لو فعلا الكمبيوتر اللي انت شغال عليه لو باظ أو علّق هتتصرف ازاي؟ >> معايا جهاز بديل.. الحاجة على فلاشة.. هشتغل من غيرها.. أيا كان.. بس مفهم نفسك إنك مش هتحتاس.. دايما فيه حل!
مش بس كدة تعمل خطة بديلة لو انت فعلا ما نجحتش في ال presentation دي .. هتتصرف ازاي أو هتعوض الخسارة دي ازاي! كدة انت الحاجات اللي قلقان منها ما بقتش بتهددك.. لأنك عارف هتتصرف ازاي.. فالقلق يخف.. وعادة انت فعلا هتنفذ الخطة الرئيسية ومش هتحتاج أصلا الحلول البديلة.
بكدة يبقى انت فعلا حميت نفسك نفسيا وعمليا.. وبعدها افتكر.. "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"
Image substitution واحدة من أحد التقنيات اللي دكتور ديفيد برنز بيستخدمها في علاج القلق في جلسات العلاج السلوكي المعرفي.
لو عايزة تعرفي تقنيات تانية لمعالجة الاكتئاب والقلق بنفسك شوفي اللينك ده
